باراجواي ماضية قدماً

على بعد
أقل من شهرين على انطلاق نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، لا
شيء يشغل بال عناصر منتخب باراجواي وإدارته الفنية سوى المباراة الأولى
أمام حامل اللقب، العملاق الإيطالي، على ملعب كايب تاون.


ويبدو أن مكونات ألبيروخا تستعين بأي شيء من شأنه أن يرفع
من معنويات اللاعبين والمشجعين قبيل دخول غمار هذه الموقعة المرتقبة في
أول بطولة لكأس العالم تستضيفها القارة السمراء على أرضها وبين جماهيرها.
وربما يجد أبناء الباراجواي في آخر نسخة من تصنيف FIFA/Coca Cola
العالمي أفضل طريقة لحشد الهمم وتعزيز الثقة خلال مرحلة الاستعدادات التي
تسبق انطلاق العرس العالمي المرتقب، حيث بات أبناء جيراردو مارتينو يحتلون
المركز 23 في الهرم الكروي الدولي، بعدما ارتقوا بست مراتب مقارنة مع
تصنيفهم السابق.


صحيح أن باراجواي ما زالت بعيدة كل البعد عن أفضل ترتيب
لها في سلم التصنيف العالمي على مر التاريخ، حيث كان منتخبها يحتل المركز
الثامن في مارس/آذار 2001، قبل أن يعود لتحقيق الإنجاز ذاته في شهر
يوليو/تموز من نفس السنة. بيد أن العودة القوية التي حققتها كتيبة ألبيروخا
في التصنيف العالمي الجديد جعلتها تقف عند مشارف المجموعة التي تضم أفضل
20 منتخباً وطنياً في العالم، وهي المنطقة التي غادرها نجوم جواراني في
يوليو/تموز 2009 بعدما أمضوا فيها ثمانية أشهر بالتمام والكمال، ليعودوا
إليها مؤقتاً في أغسطس/آب من العام ذاته.


وقد تزامن هذا الخروج من "نادي العشرين" مع تدني مستوى
باراجواي بعد بداية موفقة في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات جنوب
أفريقيا 2010، حيث عجز رفاق سلفادور كبانياس عن تذوق طعم الإنتصار خلال
أربع جولات متتالية. لكن الفريق استعاد بريقه واسترجع تألقه من جديد ليأتي
على الأخضر واليابس فيما تبقى من المنافسات، ويضمن تأهله إلى العرس
الأفريقي عن جدارة واستحقاق بعدما أنهى التصفيات في المركز الثاني خلف
العملاق البرازيلي.


الأرقام تتحدث عن نفسها
عندما تولى
جيراردو مارتينو مهمة الإشراف على تدريب الباراجواي في شهر فبراير/شباط
2007، كان الفريق يقبع في المرتبة الثلاثين على السلم العالمي. وشكلت
نهائيات كوبا أمريكا أول تحدٍّ للمدير الفني الجديد، حيث قاد كتيبة
ألبيروخا بثبات إلى ثمن النهائي، قبل أن تُمنى بهزيمة مخزية مفاجئة (0-6)
على يد المنتخب المكسيكي، ليتراجع نجوم جواراني إلى الصف 31 في التصنيف
العالمي.


لكن البداية الرائعة التي حققوها في تصفيات كأس العالم
FIFA بأمريكا الجنوبية جعلتهم يختمون السنة الماضية في المركز 17، بعدما
حصدوا 10 نقاط من أصل 12 ممكنة في مستهل مشوارهم نحو بلاد مانديلا، مما
يعني أن منتخب الباراجواي نجح في الإرتقاء 13 مرتبة في الأشهر العشرة التي
أشرف فيها مارتينو على إدارته الفنية.


بيد أن أفضل ترتيب حققه الفريق منذ قدوم مدربه الجديد
تمثل في احتلال المركز 15 خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار 2009، وهي
مرتبة لم يبلغها منذ حوالي 7 سنوات، وبالضبط منذ أبريل/نيسان من عام 2002.


وبينما تستعد كتيبة جواراني بعزيمة وثبات لدخول غمار كأس
العالم، فإنها تنظر إلى تصنيفها الجديد في السلم العالمي بعين من التفاؤل
والحماس، إذ باتت عودتها إلى حضيرة أفضل 20 منتخباً رهينة بأداء ملحمي
وإنجاز تاريخي في جنوب أفريقيا 2010.